أكثر من ثماني سنوات مرت على الحراك السلمي المطالب بالحرية والكرامة، والنظام لا يزال عاجزًا عن فهم قوانين التحول الحتمي، حيث يحاول عبثاً وقف مسيرة التطور والإصلاح من خلال تسخير أدوات القتل والقمع التي عفا عليها الزمن لوأد المطالب الشعبية، ويمعن قادته الأمنيون والعسكريون في ارتكاب شتى أنواع الانتهاكات بحق الشعب السوري.
ويأتي كتاب القائمة السوداء كسجل للتضحيات التي سطرها السوريون لنيل حريتهم، ويوثق الانتهاكات التي وقعت في حقهم وسبل محاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات. إن الهدف الأسمى من هذا العمل هو التأكيد على أن الجرائم التي ارتكبها رموز النظام لا تسقط بالتقادم، وأن المساومات الدولية ومصالح القوى الفاعلة حول الشأن السوري لا يمكن أن تغير المبادئ التي قام عليها الحراك الوطني، والمتمثلة في نيل الحرية والكرامة ومحاسبة جميع من تورطوا في انتهاك حقوق السوريين.
لقد بذل القائمون على منظمة «مع العدالة » جهداً كبيرًا في جمع مادة هذا الكتاب الذي ينوون استكمال مادته بأعمال أخرى تشمل سائر الجناة، من زعماء جماعات التطرف والإرهاب، وقادة الميليشيات الطائفية التي ارتكبت شتى أنواع الجرائم، والأنظمة الخارجية التي وقفت إلى جانب النظام وساهمت بآلتها العسكرية في سفك دماء السوريين، وانتهاك جميع العهود والمواثيق الدولية والإنسانية بحقهم.
وإننا إذ نضع هذا الجهد بين أيدي السوريين والمجتمع الدولي بأسره؛ ليحدونا الأمل في تحقيق التعاون والتكامل مع سائر الجهود المخلصة لتحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري، وجلب جميع الجناة إلى العدالة، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.